التصنيفات
خواطر مقالات

مرثية التعليم العالي في بلادنا

عندما تتحول الجامعة إلى مشروع تجاري

وعندما يصبح البحث العلمي مختزلًا في وريقات هزيلات بائسات لأجل ترقية أو مال!

وعندما تكون الجامعة مرتعاً لطفيلات التسلق! والتملق!

وعندما تكون التعيينات في الجامعات بالتنفيعاتوالشفاعات السيئةوالواسطاتوالمحسوبياتوالعنصريات!

فتفتح أبوابها للأدعياء! ويحجب عنها الأكفاء!

عندما تفسد نوايا الطلاب والمدرسين

فتصبح الشهادة هي الغاية للطالب! والراتب والترقيات والامتيازات والألقاب غاية للمدرس!

عندما تختل المفاهيم لا يبقى حضارة!

عندما تتحول الأصالة إلى تخلف!

والتغريب إلى هدف!

والتطوير في القشور!

عندئذٍ يصبح التعليم العالي لا معنى له سوى طاحون يجعجع بلا طِحن!

ويكون الفشل عنوانه ومضمونه!

فيصبح الطالب طالب شهادة لا طالب علم!

والمدرس طالب دنيا لا حامل رسالة! وشاهد زور على جريمة!

فتخرج لنا أجيال مشوهةمبتورة الجذور! ممسوخة الهوية!

ثم يتمرئى كل هذا الفشل الذريع في المجتمع الصريع!

فيفسد كل شيء إلا قليلًا ممن رحم الله!

فلا تكاد تجد معلماً مخلصًا أو ذا علم!

ويتجرد الطبيب من إنسانيته! فيصبح قصاباً همه جمع المال! على أية حال!

وهكذا دواليك حتى ترى آثار الفشل في كل زاوية!

ومخالب الفساد تنهش في كل ناحية!

ونتيجةً لما تقدم فقد أضحى الفساد والإفساد منهج حياة لا ظاهرةً عابرة

وبات المفسدون يقولون عن المصلحين كما قال قوم لوط:( أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)!

يا أيها الناس

إن من امتدت أيديهم الآثمة في إفساد التعليم في بلادنا هم معاول الهدم الحقيقية! وهم أشد جرماً من مجرمي الحرب!

هم أفسدوا مجتمعًا بأسره!

أفسدوا علمهم وذممهم وأخلاقهم ودينهم!

وقضوا على آمالهم، وأبادوا أحلامهم في النهوض والتطور! واللحاق بركب الأمم!

وقد بات الناس كـ(إبلٍ مئةٍ لا تكاد تجد فيهم راحلة)!!

فانتظروا الساعة! فالأمانة ضُيِّعت! ووُسِّد الأمرُ إلى غير أهله!

تعليقين على “مرثية التعليم العالي في بلادنا”

التعليقات مغلقة.