التصنيفات
خواطر ردود

الرد على مروجي المسابقات!

صدّر أحد مروجي ما يسمى بـ(مسابقات) حفظ القرآن الكريم إعلانه بآيةٍ قرآنية وضعهاهداه اللهفي غير موضعها! قاصداً توكيد دعواه ودعايته لمسابقته بآيةٍ قرآنية!! ﴿وَلِلَّهِ المَثَلُ الأَعلى وَهُوَ العَزيزُ الحَكيمُ﴾ [النحل: ٦٠]

وكأنّ القرآن أنزل لهذا!

ذلكم قوله تعالى: ﴿يُؤفَكُ عَنهُ مَن أُفِكَ﴾ [الذاريات: ٩]. ليتم له ما أراد!

وأقول في الرد عليه وعلى مثله مستعينًا بالله العظيم:

أولًا:

المراد بقوله تعالى:( يؤفك عنه من أفك). الإيمان بالدين عموماً وليس القرآن تحديداً! أي يصرف عن الدين من لم يرد الهداية! تنظر كل تفاسير أهل العلم، وقد جاء في تفسير الشوكاني يؤفك عنه من أفك أي يصرف عن الإيمان برسول اللهصلى الله عليه وآله وسلموبما جاء به ، أو عن الحقوهو البعث والتوحيدمن صرف .

ثم سياق الآيات يتكلم عن الدين، وهاء الضمير في (عنه) تعود على (الدين).﴿وَإِنَّ الدّينَ لَواقِعٌ ۝ وَالسَّماءِ ذاتِ الحُبُكِ ۝ إِنَّكُم لَفي قَولٍ مُختَلِفٍ ۝ يُؤفَكُ عَنهُ مَن أُفِكَ﴾ [الذاريات: ٦٩].

ولو كان كما ادعى في الإيهام بمعنى الآية! فلا يسلم له استشهاده بها على مسابقته! فالانصراف عن مسابقته أو (دورته)بل المسابقات عامةً لا يعني بحال الانصراف عن كتاب الله تعالى!

نعوذ بالله من التقوّل عليه بغير علم.

ثانيًا:

كم من ناصح وقائل مثل هذا! تمنيت أن ينصح أحدهم لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم بالعمل بما في القرآن وإنفاذ حدوده كما نقيم حروفه! وهذا منهج الصحابة الكرام والسلف الصالح رضي الله عنهم!

ما أكثر المسابقات والخطاطين والمزخرفين والقراء على المقامات وحفاظ الحروف بأرقام الصفحات في زماننا في كل مكان في إفريقيا وآسيا الخ! وغيرها!

ولكن أين حفاظ الحدود! أين من يكون القرآن خُلُقَه كما صح عن النبي ؟!

القرآن العظيم محفوظ بحفظ الله لا بحفظ هؤلاء!

ولن يغير الله مابهذه الأمة حتى يكون القرآن منهج حياة لها. مهما كثر الحفاظ والقراء والمُجوِّدون والمسابقات والجوائز.

لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

وقد يقول قائل: فلنحملهم على الحفظ والمراجعة والقراءة ثم سنجدهم ينصلحون بذاك!

وهذا لعمر الحق غير صحيح.

فكم رأينا بل تعاملنا مع حفاظ ربما يختم أحدهم كل ثلاث، ولكنه لم يُشرَب في قلبه حب القرآن ومعرفته! فرأيناهم يكذبون ويسرقون ويشهدون الزور الخ.

وصدق رسول الله :( أكثر منافقي أمتي قراؤها).رواه أحمد وغيره، وقال محققه العلامة أحمد شاكر10/ 125:إسناده صحيح.

وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال، قال رسول الله ﷺ :”سيخرج أقوامٌ من أمتي يشربون القرآن كشربهم اللبن” (رواه الفريابي والطبراني وغيرهما بإسناد حسن كما قال الألباني في الصحيحة 1886).
أي يسلقونه بألسنتهم من غير تدبر لمعانيه ولا تأمل في أحكامه
بل يمر على ألسنتهم كما يمر اللبن المشروب عليها بسرعة
كما في فيض القدير للمناوي 4/ 118.

والله تعالى يقول الحق، وهو يهدي السبيل.

4 تعليقات على “الرد على مروجي المسابقات!”

التعليقات مغلقة.