التصنيفات
خواطر مقالات

غَلَبتْ عليهم شِقْوَتُهم!

مما ابتلي به كثير من الناس على مر الزمان غلبة الشقاء عليهم في الحياة الدنيا

وقد كان لديهم فرصة أن لو استقاموا لانتفضوا من شقوتهم وكانوا قوماً صالحين!

ولكن أكثرهم لا يستجيب! بل يكابر ويعاند، ويغالط، ويظل يكذب على نفسه! مذعناً مصغياً لشيطانه، ونفسه الأمارة بالسوء، حتى تغلب عليه شقوته، ويظل في كبوته، ويستمر في غيه، حتى يلقى حتفه، ويلاقي مصيره المحتوم، وجزاءه المشؤوم!

وهنا نستذكر قوله تعالى حاكياً عن أهل النار: ﴿قالوا رَبَّنا غَلَبَت عَلَينا شِقوَتُنا وَكُنّا قَومًا ضالّينَ﴾ [المؤمنون: ١٠٥١٠٦].

ترى أحدهم يكذب فتنصحه فلا ينتصحولسان حاله (غلبت علينا شقوتنا)

وترى آخر مقصراً في حق والديه فتنبهه فيلوي عنقه وتتمثل فيه (غلبت علينا شقوتنا)!

وتجد زوجاً (كان ذكراً أو أنثى) فتذكره بآية أو حديث أو حكم شرعي! فيثني عطفه، متبرماً في أحسن حالاته، أو مجادلاً بالباطل، أو مكابراً مصراً على باطله، فتضرب كفاً بكف، وترى فيه (غلبت علينا شقوتنا)

وهكذا دواليكتقلب الناس يميناً وشمالًا، فلا تكاد ترى إلا (غلبت علينا شقوتنا) حاضرة فيهم!

فالسعيد من انتبه

والحظي من انتصح

والمجدود من انتفع

والفائز من استدرك!

والشقي من ركب هوى نفسه!

وارتقى صعباً

حتى غلبت عليه شقوته، فطالت حسرته!

ولات حين مندم!

والهدى هدى الله.

تعليقين على “غَلَبتْ عليهم شِقْوَتُهم!”

ما شاء الله تبارك الله
سهل ممتنع ..
عسى أن تلامس شغاف القلوب فتهدي من بعد الضلال وتلين من بعد القسوة .
جعلها الله في ميزان حسناتك.

التعليقات مغلقة.