التصنيفات
خواطر مقالات

نخبة العصر!؟

نشر أحد مشاهير منصة لينكدان للمثقفين والمحترفين منشورًا، ذكر فيه نصاً عزاه إلى أحد العلماء القدماء؛ ليكتسب قوةً وربما شرعية عند سواد المتابعين المقلدين!

ولأني أعلم يقينًا أن النص منحول على العالِم الذي لفق له! كتبت لصاحب المنشور سؤالاً: أين يوجد هذا النص للعالم المذكور؟ أي: طالبته بما يقتضيه البحث العلمي، والأمانة البحثية، والأخلاقية المهنية، أن يوثق ما نقله! وهذا أمر أتوقع من العاقل الأريب أن يسر به، لا أن يسوءه! فلم أجد منه جوابًا!

ثم نظرت في تعليقات من علقوا فرأيت العجب العجاب! تمنيت أن أرى تعليقاً يطالب بما طالبت من توثيق القول إلى صاحبه في مصدر موثوق!

ذهلت بما رأيت! كلهم يصفق! كلهم قد أخذ ما نشر في المنشور على أنه من المسلمات!

قلت في نفسي: إذا كان هذا شأن من يعدون أنفسهم نخبة المجتمع وصفوته! فما بالك بغيرهم من دهماء الناس وعامتهم؟

حوقلت واسترجعت وتحسبلتواستيقنت بأننا قوم ما زلنا نبعد كثيرًا عن العلم الصحيح، والبحث العلمي الذي يعيد تشكيل عقلية الجيل، ويصوغ تفكيرهم، ويصوب نظرتهم إلى الأشياء؛ وهو الأمر الذي به ترقى الأمم، لتصل نحو القمم، وتقود لا تُقاد، وتتحرر من التبعية والاستعباد.

رجعت بعد أيام إلى المنشور عينه قائلًا في نفسي لعلي أكون مخطئًا، لعلي أجد تعليقاً جديداً يؤيد طلبي، ويثني على قولي.

ولكني كنت أصاب بخيبة أمل في كل مرة…!

لا أجد إلا مقلدين مصفقين مسلِّمين إمعات

عطلوا عقولهم، وسلموا قيادهم بشكل يجعلك تسأل نفسك: هل أولاء من العقلاء؟ هل يعرفون معنى العلم؟ أو حتى الثقافة العامة؟ هل تخرجوا في جامعات ودرسوا مقرر منهج البحث العلمي؟

الجواب: كلافالأمر لا يعدو رثاء لما عليه حال العلم والتعليم في بلادنا!

كل ذلك يؤكد النتيجة الحتمية لمثل هذه المقدمات والمعطيات بأنه مازال بيننا وبين العلم الحقيقي والبحث العلمي والتطور الحضاري بُعد المشرقين! فبئس الحالوبئس المآل!

ولا حول ولا قوة إلا بالله