مع تزاحم الأخبار، وتكاثر الكوارث، وتقارع التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي المنوعة، كثر استعمال لفظ الصهاينة والعدو الصهيوني قاصدين بذلك اليهود!
واختفى أو كاد أن يختفي لفظ (اليهود)، هذا الوصف القرآني الدقيق لمن دانوا بهذه الديانة وحرفوا كتابها وفعلوا ما فعلوا كما حكى عنهم القرآن الكريم مفصلاً…وصولاً إلى احتلالهم الأرض المقدسة المباركة ( فلسطين) وعلوهم الكبير الذي جعل دول الغرب المسيحية وغيرها تذعن لهم، وتخدمهم، وتقدم لهم تعب أبنائها قرابين لعلها ترضى! ناهيك عن فسادهم وإفسادهم في الأرض من اللعب في العقول والمكر بالأمم ونشر كل ما ينافي الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها، إلى تزيين عبادة الشيطان التي حذر منها القرآن الكريم بني آدم. ﴿أَلَم أَعهَد إِلَيكُم يا بَني آدَمَ أَن لا تَعبُدُوا الشَّيطانَ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ [يس: ٦٠].
وحذر من التهاوي خلف خطوات الشيطان، فقال:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا ادخُلوا فِي السِّلمِ كافَّةً وَلا تَتَّبِعوا خُطُواتِ الشَّيطانِ إِنَّهُ لَكُم عَدُوٌّ مُبينٌ﴾ [البقرة: ٢٠٨].
والصواب الذي خفي على غالب المناضلين في صفحات التواصل الاجتماعي هو استعمال الوصف القرآني الحقيق بهم.
فعندما وصف الله أشد الناس عداوة للذين آمنوا وصفهم بـ(اليهود)!
فقال: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النّاسِ عَداوَةً لِلَّذينَ آمَنُوا اليَهودَ وَالَّذينَ أَشرَكوا ﴾ [المائدة: ٨٢].
وكذلك في كل موضع كان فيه الذم لهم، والتقريع بهم وتبكيتهم!
﴿وَقالَتِ اليَهودُ يَدُ اللَّهِ مَغلولَةٌ غُلَّت أَيديهِم وَلُعِنوا بِما قالوا بَل يَداهُ مَبسوطَتانِ يُنفِقُ كَيفَ يَشاءُ وَلَيَزيدَنَّ كَثيرًا مِنهُم ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَبِّكَ طُغيانًا وَكُفرًا وَأَلقَينا بَينَهُمُ العَداوَةَ وَالبَغضاءَ إِلى يَومِ القِيامَةِ كُلَّما أَوقَدوا نارًا لِلحَربِ أَطفَأَهَا اللَّهُ وَيَسعَونَ فِي الأَرضِ فَسادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ المُفسِدينَ﴾ [المائدة: ٦٤].
ولقد كان اليهود أحرص الناس على هذا الوصف أكثر من غالب المسلمين في زماننا هذا ويا للأسف!
فقد عملوا جاهدين في ( الكنيست) حتى أقروا قانون( يهودية) دولتهم التي صنعها لهم الغرب على أرض المسلمين في فلسطين. وذلك في يوم الخميس 18/ 7/ 2018 م. وهذا القانون الذي صدر بعد وقت قصير من إحياء الذكرى السبعين لقيام دولة اليهود، نص على أن “إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي” وأن حق تقرير المصير فيها “يخص الشعب اليهودي فقط، ويلغي القانون اللغة العربية باعتبارها لغة رسمية ثانية في إسرائيل، لكنه منحها “وضعا خاصا”، واعتبر العبرية لغة الدولة الرسمية.”.(ماذا يعني إقرار إسرائيل قانون “يهودية الدولة”؟ – BBC News عربي ).
وتراهم يتفاخرون ويفاخرون في ذلك بأن دولتهم أضحت يهودية ولا مكان فيها لغير يهودي!
ولئن أحسنا الظن في الأفراد ممن استعملوا مصطلح (الصهاينة) عوضاً عن اليهود!
فلن نفعل كذلك في معظم وسائل الإعلام الأخرى التي سعت في تكريس هذا المصطلح وشيوعه؛ لتبرئة الديانة اليهودية من أفعال اليهود القذرة التي يندى لها الجبين، وإيغالاً منها وممن يوجهها في خدعة تقارب الأديان ونحوها من هذا الهراء!
على من يعرف مدلولات المصطلحات ومكنونات العلم! أن يقول : الاحتلال اليهودي، اليهود، الدولة اليهودية لا العبرية! جيش الاحتلال اليهودي، وزير الدفاع اليهودي… وهلم جراً.
ولقائل أن يقول: ألا ينطبق ما ذكرته عن اللغة العربية في مقالة سابقة على العبرية؟! وهل يصدق وصف دولة اليهود بالعبرية؟
فالجواب: أن عبرية اليوم لغة مخترعة اصطنعها اليهود قبل أكثر من 100 عام ولفقوها من لغات شتى وعلى رأسها العربية لكونها أم الساميات! والعارف بأمر اللغات يعلم كم من الألفاظ العربية في عبرية اليوم مع بعض تحوير في بعض أصواتها.
وهي بلا شك ليست العبرانية القديمة السامية التي بادت. وهذا يؤشر إلى معرفة اليهود بأهمية اللغة الجامعة لكيان يدين بدين واحد. فتراهم مهما اختلفت بيئاتهم اللغوية التي خرجوا منها من روسيا، ليتوانيا، فرنسا، إنجلترا، العراق، المغرب …الخ فكلهم يتكلمون اللغة التي توافقوا عليها.
وما كان أجدر بنا نحن المسلمين أن نفعل ذلك مع أن لغتنا العربية موجودة منذ خلق الله اللوح المحفوظ! فاليهود اختلقوا ولفقوا لغةً لهم، والمسلمون أماتوا لغةً حية (العربية)! للتواصل بينهم، واستبدلنا بها الذي هو أدنى! وهو مظهر من مظاهر التخلف الذي انتظم سائر حياة الأمة الإسلامية في هذا الزمان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فلا يتحقق ما ذكرناه في وصفهم أو وصف ما فعلوه بالعبري أو العبرية.
وإياي وإياكم أن نقول: إسرائيلي، فننسب لقطاء اليهود، وشذاذ الآفاق الذين احتلوا فلسطين، وفعلوا فيها من المجازر على مدى ست وسبعين سنةً وما زالوا يفعلون، إلى إسرائيل وهو الاسم العبراني للنبي يعقوب عليه السلام. فلقطاء اليهود الروس والبولنديين والقائمة تطول لا يمكن منحهم شرف النسبة إلى نبي كريم. فلا هم إسرائيليون، ومن باب أولى فليسوا من بني إسرائيل، وحظهم منهم كحظ المخيط من الماء إذا أدخل البحر!
وقد أثبتت دراسة جينية أجرتها جامعة جونز هوبكنز أن 97.5% من اليهود الذين يعيشون في (إسرائيل) ليس لديهم أي حمض نووي عبري قديم، مما يعني أنهم ليسوا ساميين، وليس لديهم روابط دم قديمة بأرض فلسطين، في حين أن 80% من الفلسطينيين يحملون الحمض النووي العبري (السامي) القديم، ولذلك فهم ساميون حقيقيون (ينظر:
أما مصطلح ( الصهيونية) والصهاينة والمتصهين الخ. فهذا خليق بمن آمن بأفكار هذه الحركة العنصرية العالمية، التي أوجدها اليهود كما أوجدوا ديانات ومعتقدات كثيرة غيرها ليس هذا محل البحث فيها. والغاية واحدة، وهي استخدامها واستخدام معتنقيها ومقدراتهم وثرواتهم وحتى فلذات أكبادهم في تحقيق مصالح اليهود وأهدافهم.
وهذا أكثر ما ينطبق على الغرب المسيحي ومن لف لفه من العالم أجمع!
فهؤلاء أكثر ما يصدق عليهم وصف الصهيونية والصهينة وهكذا.
فاليهود هو وصف لمن اعتنق اليهودية.
والصهيونية هي وليدة اليهودية وخادمتها.
فأي استعمال للصهيونية بدلاً من اليهودية هو ذر للرماد في العيون، وتعمية لحقائق الأمور، وحجب لليهود عن حقيقة أثرهم، وبشاعة فعلهم، وعظم جرمهم.
وهذا لا يعني تهويناً من أمر الصهيونية والصهاينة والمتصهينين! فهؤلاء كما ذكرت لا يعدو دورهم أكثر من خادم لليهود في تحقيق أغراضهم.
كفى الله المسلمين شر اليهود وخدامهم الصهاينة، وجعل كيدهم في نحورهم، وتدبيرَهم تتبيرَهم.