التصنيفات
مقالات

الترقيع المقرف!

يصر بعضهم على المقاربة بين غزوة الأحزاب والعدوان الواقع على الناس في غزة بعد العملية العسكرية التي شنتها حماس على اليهود في مغتصبات غلاف غزة يوم 7/ 10/ 2023. 

ولا أرى ذلك صواباً …

فبين الأمرين فارق كبير يستحيل فيه تلك المقاربة!

ففي الأحزاب لم يبدأ المسلمون الحرب على الكفار. 

أما فيما سمته حماس (طوفان الأقصى) هم بدؤوا اليهود القتال والنيل منهم. 

فعلوا ذلك بلا تأمين لحياة الناس الذين تولوا حكمهم في غزة، من لوازم الحياة من ماء وغذاء ودواء، في واقع يعلمون فيه جيداً بأن اليهود سوف يعملون في أهل غزة قتلاً وتدميراً وتهجيراً وتنكيلاً. 

ولا سيما أنهم لم يعدوا شيئاً لسلاح الجو اليهودي من مضادات تكف شيئاً من فتكه بالناس وتدمير بيوتهم فوق رؤوسهم. 

هذه النقطة المفصلية في هذا الموضوع تسقط جمهور المرقعين لما فعلته حماس وأخواتها في غزة وأهلها، ممن يحلو لهم الترقيع والتبرير. 

فغزوة الأحزاب فُرضت على المسلمين ولم يختاروها…

وأما ما فعلته حماس فهو اختيارهم هم. 

وبربك كيف يقدم امرؤ على فعل كهذا وهو لا يملك لنفسه ماء ولا كهرباء ولاغذاء إلا بما يسمح به له عدوه؟!

ثمن معركة كهذه كان حتى اللحظة دمار معظم غزة على رؤوس أهلها

تحويلها إلى أرض غير قابلة للحياة… 

فلا ماء ولا غذاء ولا كهرباء ولا دواء ولا مدارس ولا جامعات بل حتى المساجد دمروا غالبها. 

هذا عدا من مات محروقاً أو مقطعاً تحت الركام وقد تجاوز العدد خمسة وأربعين ألفاً ثلثاهم من النساء والأطفال. ناهيك عمن تحت الأنقاض ممن لم يستطع أحد انتشاله بسبب النقص الهائل في الإمكانيات المادية من معدات وطواقم الدفاع المدني. 

ما حدث كارثة بكل أبعاده… 

كارثة بل نكبة جديدة حلت فوق رؤوس الشعب الفلسطيني المبتلى. 

ولا حول ولا قوة إلا بالله… 

وحسبنا الله ونعم الوكيل.