بالأمس القريب كان بعض المتحزبين الذين ينسبون أنفسهم إلى بعض الأحزاب الإسلامية! يرقعون لما فعلته (حماس) في هجومها في 7/ 10/ 2023م.ويستميتون في تسويغ الإبادة الجماعية التي حصلت في غزة جراء ذلك!
واليوم…وما أدراك ما اليوم ؟!
وبعد أحداث سوريا ونجاح الثوار في دخول دمشق، وما رافق ذلك من تغول لجيش اليهود في الجولان السوري المحتل، واحتلالهم (جبل الشيخ) كله ورفع علمهم عليه، ثم استمرار هذا التوغل حتى وصل اليهود مدينة (القنيطرة)! ويفعل اليهود ما تعودوا عليه في كل منطقة دخلوا إليها من تنكيل وتدمير!
بعد هذا كله يطل هؤلاء الحرباويون الحزبيون برؤوسهم بعد فشلهم في ركوب موجة الثورة السورية كما فعلوا في غيرها، وكان ما كان من فشل ذريع مزمن تميزت به تلك الأحزاب! ليقدموا النصيحة لثوار سوريا بأن لا يتورطوا في درء اليهود عن الأراضي التي احتلوها، والدخول معهم في مواجهة؛ لأنها خاسرة في مقاييس اليوم! وأجتزىء قول أحدهم -وهو بروفيسور في الطب!-بنصه من منصة (لينكدان)، يقول في منشور له:”كل من يطالب حكام سوريا الجدد بالرد على الكيان الصهيوني إما جاهل أو خبيث، الأول لا يعلم أن الرد على الكيان يحتاج إلى إستعداد وهذا غير متوفر للسوريين الآن، أما الخبيث فهو يريد توريط الحكام الجدد في مواجهه خاسرة بمعايير اليوم أو يريد للثورة المضادة أن تزيح الحكام الجدد كما جرى مع مرسي”.
وهذا نفسه كغيره من هذا الحزب كان وما زال من أشد المدافعين والمرقعين لما فعلته حماس في 7/ 10 /2023!
أين كان هذا الخطاب العقلاني عنكم عندما مزقتم غزة وأبدتم أهلها؟
أين كانت هذه النصائح الذهبية العقلية الواقعية عندما جررتم اليهود ومعهم العالم إلى حرب شعواء غير متكافئة لم تُبقِ ولم تذرْ؟!
أين كانت معاييركم ومقاييسكم أيها المتلونون الدجالون؟
أين كانت عقولكم عندما ورطتم غزة في إبادة لم يشهد التاريخ الحديث لها مثيلاً؟
أين كانت ألسنتكم وأقلامكم؟
لماذا لم تقدموا النصح لحزبكم في غزة؟
تباً لكم ولتلونكم وتناقضكم وازدواجيتكم وتعدد وجوهكم الكالحة!
تباً لكم ولحالة الانفصام الفكري التي ابتليتم بها وتمارسونها على الناس!
هل ما فعلتموه في غزة حلال، وفي غيرها حرام؟
سحقاً لكم…هل سفك دماء الناس في غزة مهدور، وفي غيرها محظور؟ أليست حرمة دم المسلم في كل زمان ومكان ؟!
ما المخطط الذي تحملونه؟ ولمصلحة مَن تعملون؟
عليكم من الله ما تستحقون.
سيبقى الصادقون من أهل العلم على موقفهم في أحقية جهاد الدفع، لمن كان مظلوماً محتلاً، ولا ينبغي له جهاد الطلب إلا إذا كان هناك إعداد جيد مكافئ في معايير القوة العسكرية في زماننا هذا ، وقد فصلت ذلك تفصيلاً في ضوء ما حدث في غزة فليُنظر.
وأحب أن أذكّر هؤلاء الذين يتغنون بالثورة السورية اليوم، بأن ثوار سوريا ما كان لهم أن يحققوا ما حققوه بعد إرادة الله، لولا تحالفات وإمدادات، ومصالح مشتركة، وحدود مفتوحة مع تركيا، قوامها حوالي 950 كم! وهذا من حسن تدبيرهم وذكائهم بلا شك! ومن أسباب نجاحهم كذلك.
أما أنتم فـماذا فعلتم؟ ومع من تحالفتم؟ فتعساً لكم.
الجواب معروف بما نشاهده في شاشات الأخبار !
والله يهدي السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.