التصنيفات
فوائد مختارات

أحاديث مختارة 2

أذكر هنا بعض الأحاديث النبوية التي كنتُ أُسأل عنها، أو تظهر لي في وسائل التواصل الاجتماعي، فأخرجها تخريج عزوٍ، وحكمٍ عليها من حيث الصحة أو الضعف، أو أذكر مَن صححها أو ضعفها من أهل العلم الموثوقين في هذا الشأن، والعلم عند الله تعالى:

1-عن طارق بن أشْيَم الأشجعي، قال: قال رسول الله ﷺ:” مَن عَلّمَ آيةً مِن كتابِ اللهِ عز وجل ، كانَ لهُ ثوابُها ما تُليتْ”.

أخرجه أبو سهل القطان في حديثه عن شيوخه بإسناد جيد عزيز رجاله ثقات على ما قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1335.

2- – عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ:”مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه”..أخرجه البخاري (6534).

‏3- عن أبي قَتادةَ وأبي الدَّهْماءِ، قالا: أَتَيْنا على رَجُلٍ مِن أهْلِ الباديةِ، فقُلْنا: هل سَمِعتَ مِن رسولِ اللهِ ﷺ شَيئًا؟ قال: نَعَمْ، سَمِعتُه يقولُ: إنَّك لنْ تَدَعَ شَيئًا للهِ إلَّا بدَّلَك اللهُ به ما هو خَيرٌ لك منه” أخرجه أحمد برقم: 23074 بإسناد صحيح كما قال محققوه.

‏4- عن عمرو بن الحمق رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “إذا أحبَّ اللهُ عَبدًا عَسَلَه . قالوا : ما عَسَلَه يا رسولَ اللهِ ؟ قال : يُوفِّقُ لهُ عملًا صالحًا بين يدَي أجلِه حتَّى يرضَى عنهُ جيرانُه أو قال : مَن حولَه”. رواه ابن حبان والحاكم والبيهقي، وهو في صحيح الترغيب برقم: 3358

5-عن أسماء ، أن امرأة قالت : يا رسول الله، إن لي ضرة، فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور “. صحيح البخاري 5219.

‏6-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ:( لَيَأْتِيَنَّ علَى النَّاسِ زَمانٌ، لا يُبالِي المَرْءُ بما أخَذَ المالَ، أمِنْ حَلالٍ أمْ مِن حَرامٍ). رواه البخاري 2083

‏7-عن عبد الله بن بريدة عن أبي ذر رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ” لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك “. صحيح البخاري باب ما ينهى من السباب واللعن. 6045.

8-عن عدي بن حاتم أن النبي ﷺ قال: “المغضوبُ عليهم : اليهودُ، والضَّالُّون : النَّصارى”(رواه ابن حبان في صحيحه 6246 وقال محققه شيخنا شعيب: حديث حسن لغيره)

‏9-عن ثوبان مولى رسول الله ﷺ أن رسول الله ﷺ قال:” إنَّ العَبدَ ليُحرَمُ الرِّزقَ بالذَّنبِ يُصيبُه، ولا يَرُدُّ القَدَرَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يَزيدُ في العُمُرِ إلَّا البِرُّ”رواه أحمد في المسند برقم:22386 قال عنه شيخنا شعيب:حسن لغيره دون قوله (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).

10- ‏عن مرداس الأسلمي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” يذهب الصالحون، الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير – أو التمر – لا يباليهم الله بالة “. قال أبو عبد الله : يقال : حفالة وحثالة. صحيح البخاري 6434. ( بالة):قال الخطابي: أي لا يرفع لهم قدرا، ولا يقيم لهم وزنا.

11-عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم، والناس معادن، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، تجدون من خير الناس أشد الناس كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه “. صحيح البخاري كتاب المناقب:(3495/3496).

12-عن الزهري ، أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه أنه، سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم، فتشهد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال : كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يَدْبُرَنا – يريد بذلك أن يكون آخرهم – فإن يك محمد صلى الله عليه وسلم قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نورا تهتدون به هدى الله محمدا صلى الله عليه وسلم، وإن أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني اثنين، فإنه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه. وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامة على المنبر. قال الزهري ، عن أنس بن مالك : سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذ : اصعد المنبر. فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامة. صحيح البخاري ( 6830, 7269 ) سنن النسائي ( 777 ) مسند أحمد ( 133, 391, 3765, 3842 ).

13-عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول اللہ ﷺ : «إذا ظهر الزنى والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عقاب الله عز وجل» .رواه الطبراني في الكبير برقم460 بإسناد جيد. وهو في مجمع الزوائد4/ 118، وقال الهيثمي عقبه: رواه الطبراني في الكبير، وفيه هاشم بن مرزوق ولم أجد من ترجمه! وبقية رجاله ثقات. قلت: بل وثقه أبوحاتم في الجرح والتعديل 9/ 104، وابن حبان في الثقات 9/ 243.

14- سعيد، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن ثوبان، قال : قال رسول اللہ ﷺ : «من فارق الروح الجسد وهو بريء من ثلاث : الكَنز، والغلول، والدَّيْن دخل الجنة»رواه الترمذي في جامعه برقم 1573 (ط أستاذنا د. بشار) بإسناد صحيح على شرط مسلم كما قال شيخنا شعيب الأرناؤوط في صحيح ابن حبان 198، وقال الترمذي عقبه: “هكذا قال سعيد: الكنز. وقال أبو عوانة في حديثه : «الكبر»، ولم يذكر فيه عن معدان . ورواية سعيد أصح!”، وعقّب عليه أستاذنا الدكتور بشار بقوله: “ومع ذلك حكم العلامة الألباني على متنه بالشذوذ، وصححه في سنن ابن ماجه من رواية سعيد!، لكن وقع في المطبوع الذي اعتمده «الكبر»، وهو خطأ في رواية سعيد أصلحناه في طبعتنا”.

15- ‏عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال:” لا يَنظرُ اللَّهُ إلى امرأةٍ لا تَشكرُ لزوجِها وَهيَ لا تَستَغني عنهُ”.

‏ رواه ابن حزم في المحلى 10/334، وحسنه، وصححه عدد من المحدثين، كالذهبي وابن القيسراني والألباني.

16- ‏حديث عبدالله بن عمرو، أن رسول اللہ ﷺ، قال: «أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحسن خليقة، وعفة في طعمة» لم يصح مرفوعاً! بل صح موقوفًا عن عبدالله بن عمرو كما رواه ابن المبارك مطولًا في الزهد 1204، ينظر تخريجه مستوفًى بدليله في مسند أحمد 6652.

17- عن عبدالله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال:”قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بما آتَاهُ”.رواه مسلم برقم:1054، والكفاف كما ذكروا في شرحه”ما يَكُفُّ عن الحاجاتِ ويَدْفَعُ الضَّروراتِ والفَاقَاتِ، والمرادُ به: الرِّزقُ الحلالُ؛ لأنَّه لا فَلاحَ مع رِزقٍ حرامٍ، وقولُه: «وقَنَّعَهُ اللهُ بما آتَاهُ»، أي: رَزَقَه اللهُ القَناعَةَ بما عندَه مِن الكَفافِ، فلم تَطمَحْ نفْسُه لطلَبِ ما زاد على ذلك.

18- جاءَتْ أُمُّ سُلَيمٍ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالت: يا رسولَ اللهِ، علِّمْني كلماتٍ أَدْعو بهِنَّ قال: تُسبِّحينَ اللهَ عَشْرًا، وتَحمَدينَه عَشْرًا، وتُكبِّرينَه عَشْرًا، ثُم سَلي حاجَتَكِ، فإنَّه يقولُ: قد فعَلْتُ، قد فعَلْتُ”.رواه أحمد بإسناد حسن كما قال شيخنا شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند حديث رقم 12207.

19- عن محمود بن لبيد : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « اثنتان يكرههما ابن آدم : الموت ، والموت خير للمؤمنين من الفتنة ، ويكره قلة المال ، وقلة المال أقل للحساب ».

قال الهيثمي في مجمع الزوائد 3947: “رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح”. ورواه البغوي في « شرح السنة » برقم ( 4066 ) بإسناد صحيح كما قال شيخنا شعيب الأرناؤوط رحمه الله.

20- عن عمرو بن مرة ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، شهدت أن لا إله إلا الله ، وأنك رسول الله، وصليت الخمس ، وأديت زكاة مالي ، وصمت شهر رمضان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « من مات على هذا ، كان مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة ، هكذا ـ ونصب إصبعيه ـ ما لم يعقَّ والديه »، رواه أحمد في المسند 24009/81 بإسناد ضعيف، وقال الهيثمي في المجمع 13450: رواه أحمد، والطبراني بإسنادين ، ورجال أحد إسنادي الطبراني رجاله رجال الصحيح.

وقال المنذري في الترغيب:”رواه أحمد، والطبراني بإسنادين أحدهما صحيح، ورواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما باختصار “. والحديث في صحيح الترغيب برقم 2515. ولم يتسن لي الاطلاع على أسانيد الطبراني في المعجم الكبير لأنها من الأجزاء الضائعة منه! والله المستعان.

21- عن معاذ بن جبل قال : أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ فقال : يا رسول الله ، علمني عملا إذا أنا عملته دخلت الجنة.

قال : « لا تشرك بالله وإن عُذِّبتَ وحُرِّقتَ، أطع والديك وإن أخرجاك من مالك ومن كل شيء هو لك.

لا تترك الصلاة متعمداً ، فإنه من ترك الصلاة متعمداً ، برئت منه ذمة الله .

لا تشرب الخمر ، فإنها مفتاح كل شر.

لا تنازع الأمر أهله وإن رأيتَ أنه لك.

أنفق مِن طَوْلك على أهلك ولا ترفع عنهم عصاك ، أخفهم في الله» .قال محقق مجمع الزوائد 399: أخرجه أحمد 238/5 من طريق أبي اليمان ، أنبأنا إسماعيل بن عياش ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي ، عن معاذ قال : أوصاني رسول الله ﷺ …

وهذا إسناد حسن من أجل إسماعيل بن عياش . قال أحمد ، والبخاري وغيرهما : « ما روى عن الشاميين صحيح » . وهذا من روايته عنهم ، صفوان بن عمرو هو السكسكي الحمصي.

22- عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:” أمتي هذه أمة مرحومة؛ ليس عليها عذاب في الآخرة ، عذابها في الدنيا: الفتن، والزلازل، والقتل”. رواه الروياني في مسنده برقم 505 ، والبيهقي في الجامع لشعب الإيمان 9342 بإسناد صحيح ، ورواه أحمد برقم 19678 وضعفه محققوه! ورواه أبو داوود 4278، والحاكم 4/ 444 وغيرهم بأسانيد فيها ضعف! وصححه الألباني في هداية الرواة 5303، والصحيحة 959.

ومعنى الحديث محمول على التغليب لا على العموم! فقد وردت النصوص في عذاب النار لأهل الكبائر من الأمة، ولا بد من فهم هذا الحديث مجموعاً إلى تلك النصوص، والله الموفق.

23- – عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول:”إنَّ العبدَ إذا قامَ إلى الصلاةِ أُتِيَ بذنوبهِ كلهَا فوضعتْ على عاتقيهِ ، فكلَّما ركعَ أو سجدَ تساقطتْ عنهُ”.

أخرجه محمد بن نصر في الصلاة 2/64، وفي قيام الليل 52، وأبو نعيم في الحلية 6/ 99 -100. بإسناد صحيح رجاله ثقات كما قال الألباني في السلسلة الصحيحة رقم: 1398.

24- عـن سـلمان الفارسي رضي الله عنه، قال : قال رسول اللہ ﷺ : «إذا كان الرجـل بـأرض قـِيّ فحانت الـصـلاة فليتوضأ، فإن لم يجد ماء فليتيمم ، فإن أقام صلى معه ملكاه ، وإن أذن وأقام صلى خلفه من جنود الله ما لا يُرى طرفاه» .

رواه عبدالرزاق في المصنف 1971 بإسناد صحيح، والطبراني 6120 من طريقه مرفوعاً، وابن أبي شيبة موقوفًا سنداً مرفوعاً حكماً بسند صحيح في مصنفه2291.

ومعنى أرض(قي) أي :فلاة.

25- حديث عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللہ ﷺ:”صلاة الرجل في جماعة، تزيد على صلاته وحده خمساً وعشرين درجة، وإن صلاها بأرض فلاة، فأتم وضوءها، وركوعها، وسجودها، بلغت صلاته خمسين درجة”.

قلت: أصل الحديث في صحيح البخاري رحمه الله برقم 647 بلا عبارة (فإن صلاها بأرض فلاة، فأتم وضوءها، وركوعها، وسجودها، تكتب صلاته بخمسين درجة).

وأرى أنها زيادة لا تصح؛ لعلة قادحة في أسانيد الحديث عند من رووها جميعاً، حيث أن مدار أسانيده فيها كلها على (أبي معاوية محمد بن خازم الضرير الكوفي)، وكان قد نبه على هذه العلة الإمام أحمد رحمه الله في كتاب العلل في موضعين(٧٢٦ و٢٦٦٧)، فقال:”أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب، لا يحفظها حفظًا جيداً” .وروايته هذه بالزيادة المشار إليها ليست من روايته عن الأعمش كما يتضح عند سبر أسانيدها؛ ولذلك فهي رواية مضطربة كما قال الإمام أحمد، فلا يعتمد عليها، والله أعلم.

على أن الشيخ الألباني كان قد صحح هذه الرواية بتلكم الزيادة في السلسلة الصحيحة برقم 3475، وصحيح أبي داوود 560، وقوَّى إسناده الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريج صحيح ابن حبان برقم 1749، وسنن أبي داوود 560.

قال أصحاب المسند المصنف المعلَّل 29/ 128- 129:”أخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٤٧٩(٨٤٧٦). وعبد بن حميد (۹۷۷) قال: حدثنا ابن أبي شيبة. و«ابن ماجه» (۷۸۸) قال: حدثنا أبو كريب. و«أبو داوود» (560) قال: حدثنا محمد بن عيسى. و«أبو يعلى» (۱۰۱۱) قال: حدثنا أبو بكر. و«ابن حبان» (١٧٤٩ و٢٠٥٥) قال: أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، أبو يعلى، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة .

ثلاثتهم (أبو بكر بن أبي شيبة، وأبو كريب، محمد بن العلاء، ومحمد بن عيسى) عن أبي معاوية محمد بن خازم، عن هلال بن ميمون، عن عطاء بن يزيد الليثي، فذكره”.