بدا لي وأنا أقرأ القرآن الكريم، وأتصفح أحاديث الفتن التي صحت في السنة النبوية العطرة، أن على المرء في خضم هذه الفتن التي تموج فينا كبحر لجي، أن يسلك المنهج النبوي المحمدي المتمثل في بعض الأحاديث النبوية الصحيحة، منها حديث عبدالله بن عمرو بن العاص عند أحمد (6508)، وأبي داوود (4342)، وابن حبان (5950) بإسناد على شرط مسلم، والبغوي (4221)، وغيرهم، وأصله في البخاري برقم (480) قال : قال لي رسول اللہ ﷺ : كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟ قال: قلت: يا رسول الله كيف ذلك؟ قال: إذا مرجت عهودهم وأماناتهم، وكانوا هكذا(وشبك أحد الرواة بين أصابعه يصف ذلك) قال: قلت: ما أصنع عند ذلك يا رسول الله؟ قال: «اتق الله عز وجل، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر ، وعليك بخاصتك، وإياك وعوامهم».
جاء في حاشية السندي رحمه الله على المسند:”(مرجت عهودهم) أي: اختلطت وفسدت. (وشبك. .. إلخ)، أي: يموج بعضهم في بعض، ويلتبس أمر دينهم، فلا يعرف الأمين من الخائن، ولا البر من الفاجر (وعليك بخاصتك … إلخ)، رخصة في ترك أمر المعروف إذا كثر الأشرار وضعف الأخيار.”.
هذا هو المنهج المحمدي في زمن الفتن… حثالات من الناس، لا تقدر إلا التفاهة، والتافهين والتافهات، وكل من يروج للتفاهة وسخيف القول والعمل! ولا معين في إنكار المنكر أو إزالته، فيترك ذلك ويلتفت إلى نفسه، بتدبير شؤونه، وإصلاح أمره.
أما عن خراب الذمم ونقض العهود، وضياع الأمانات، وكثرة الأشرار، وندرة الأخيار… فحدث عن البحر … ولا حرج.
فعلى العاقل المبتلى في العيش في مثل هذه المستنقعات أن يسلك المنهج النبوي المحمدي في لزوم خاصة نفسه، والبعد عن العامة، فالشر كل الشر في الاختلاط فيهم، والأنس بهم، والركون إليهم، ولا سيما وقد كثر الخبث، وساد الغث، واختلطت الأمور، فأصبح لا يُعرف المؤمن من الكَفور!
وفي ثنيات ذلك على العاقل أن يأخذ بما كان معروفاً في مفهوم الشرع، ويجتنب ما ينكره الدين الحنيف، في حدود معرفته واستطاعته. كما قال الله تعالى: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا استَطَعتُم وَاسمَعوا وَأَطيعوا وَأَنفِقوا خَيرًا لِأَنفُسِكُم وَمَن يوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ﴾ [التغابن: ١٦].
وهو المراد في قول الحق سبحانه كما ثبت في التفاسير المأثورة: ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا عَلَيكُم أَنفُسَكُم لا يَضُرُّكُم مَن ضَلَّ إِذَا اهتَدَيتُم إِلَى اللَّهِ مَرجِعُكُم جَميعًا فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ [المائدة: ١٠٥].
جاء في سنن أبي داوود(4338) بإسناد صحيح:”قال أبو بَكرٍ بعدَ أنْ حمِدَ اللهَ، وأثنى عليه: يا أيُّها الناسُ، إنَّكم تقرَؤُونَ هذه الآيةَ، وتضَعونَها على غيرِ مواضِعِها: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:105] -قال عن خالدٍ-: وإنَّا سمِعْنا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ الناسَ إذا رأَوُا الظالمَ فلم يأخُذوا على يدَيْه أوشَكَ أنْ يعُمَّهم اللهُ بعقابٍ. وقال عمرٌو، عن هُشَيمٍ: وإنِّي سمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ما من قومٍ يُعمَلُ فيهم بالمعاصي، ثم يقدِرونَ على أنْ يُغيِّروا، ثم لا يُغيِّروا إلَّا يوشِكُ أنْ يعُمَّهم اللهُ منه بعقابٍ.
قال أبو داوودَ: ورواه كما قال خالدٌ: أبو أسامةَ وجماعةٌ. وقال شُعْبةُ فيه: ما من قومٍ يُعمَلُ فيهم بالمعاصي هم أكثَرُ ممن يعمَلُه”..
وقال العظيم أبادي في عون المعبود على شرح سنن أبي داوود:”(هم أكثر ممن يعمله): صفة (قوم) أي: إذا كان الذين لا يعملون المعاصي أكثر من الذين يعملونها فلم يمنعوهم عنها عمهم العذاب. قاله القاري.
وقال العزيزي: لأن مَن لم يعمل إذا كانوا أكثر ممن يعمل كانوا قادرين على تغيير المنكر غالباً فترْكهم له رضىً به، انتهى”.
ورأيتُ حديثًا وإن كان إسناده ضعيفاً بيد أن له شواهد يصح فيها معظمه إلا فقرةً في آخره، سأذكرها بعد أن أسرده، ذلكم هو حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه “: في قوله تعالى : عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ فقالَ: أما واللَّهِ لقد سألتُ عنها رسولَ اللهِ – صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ – ؟ فقالَ : بل ائتَمِروا بالمعروفِ، وتَناهوا عنِ المنكرِ، حتَّى إذا رأيتَ شحًّا مطاعًا، وَهَوًى متَّبعًا، ودُنْيا مؤثَرةً، وإعجابَ كلِّ ذي رأيٍ برأيِهِ، ورأيتَ أمرًا لا بدَّ لكَ منهُ فعليكَ نفسَكَ، ودعْ أمرَ العَوامِّ، فإنَّ وراءَكم أيَّام الصَّبرِ فمن صبر فيهنَّ كان كمن قبضَ علَى الجمرِ ، للعاملِ مثلُ أجرِ خمسينَ رجلًا يعمَلونَ مثلَ عملِهِ. قالَ : يا رسولَ اللهِ خمسينَ منهم؟ قالَ : أجرُ خمسينَ منكُم..”. رواه أبو داوود 4341، والترمذي 3058، وابن ماجه 4014، والطحاوي 1171، 1172، 1173، وابن حبان 385، وإسناده ضعيف فيها كلها، كما قال الشيخان الألباني في هداية الرواة برقم: 5072، وشعيب الأرناؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان وشرح مشكل الآثار للطحاوي كما مر العزو إليهما، ثم حسّنه في تحقيقه سنن أبي داوود برقم 4341.
والفقرة التي ذكرت أنها لم تصح هي من قوله:(فإنَّ وراءَكم أيَّام الصَّبرِ فمن صبر فيهنَّ كان كمن قبضَ علَى الجمرِ ، للعاملِ مثلُ أجرِ خمسينَ رجلًا يعمَلونَ مثلَ عملِهِ قالَ : يا رسولَ اللهِ خمسينَ منهم؟ قالَ : أجرُ خمسينَ منكُم). على أن الألباني رحمه الله قد صحح منها عبارة (فإنَّ وراءَكم أيَّام الصَّبرِ فمن صبر فيهنَّ كان كمن قبضَ علَى الجمرِ) في الصحيحة برقم 957.
وعندي أن عبارة (للعاملِ مثلُ أجرِ خمسينَ رجلًا يعمَلونَ مثلَ عملِهِ قالَ : يا رسولَ اللهِ خمسينَ منهم؟ قالَ : أجرُ خمسينَ منكُم) إضافةً إلى أنها لم تصح سنداً، فهي تعارض الحديث المتفق على صحته عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ : “لا تَسُبُّوا أصْحابِي؛ فلوْ أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما بَلَغَ مُدَّ أحَدِهِمْ ولا نَصِيفَهُ” رواه البخاري برقم: 3673، واللفظ له، ومسلم برقم 2540. في صحيحيهما.
وخير ما رأيتُه في التوفيق بين حديث أبي بكر رضي الله عنه، وحديث عبدالله بن عمرو، وما صح من حديث أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنهم جميعًا، ما قاله الإمام الطحاوي رحمه الله في شرح مشكل الآثار 3/ 213- 216 :”قال أبو جعفر : فَعَقَلْنا بهذا الحديث أنّ معنى قول أبي بكر رضي الله عنه: «إن الناس يضعون هذه الآية في غير موضعها» يريد بها سيُعملونها في غير زمنها، وأنّ زمنها الذي يُستعمل فيه هو الزمن الذي وصفه رسول الله ﷺ في حديث أبي ثعلبة بما وصفه به، ونعوذ بالله عز وجل منه، وأنّ ما قبله من الأزمنة فإنّ فرْضَ اللهِ عز وجل فيه على عباده الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكر، حتى تعود الأمور إلى ما أمر الله عز وجل، أن يكون الناس عليه من امتثال ما أمرهم الله به عز وجل، والانتهاء عما نهاهم عنه، وقد روي عن رسول الله ﷺ في هذا المعنى من الأمر بالمعروف، ومن النهي عن المنكر، ومن التحذير من عواقب ترك ذلك سوی ما قد تقدمت روايتُنا له في هذا الباب”…إلى أن يقول:”ففيما ذكرنا توكيدُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى يكون الزمانُ الذي ينقطع ذلك فيه، وهو الزمان الذي وصفه رسول اللہ ﷺ في حديث أبي ثعلبة الذي لا منفعة فيه بأمرٍ بمعروف، ولا بنهيٍ عن المنكر، ولا قوةَ مع مَن ينكره على القيام بالواجب في ذلك، فسقط الفرضُ عنه فيه، ويرجع أمرُه فيه إلى خاصة نفسه، ولا يضره مع ذلك مَن ضل. هكذا يقول أهل الآثار في هذا الباب على ما قد صححنا هذه الآثار عليه”.
وقد تنبه إلى هذا الملحظ شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقال في «فتاواه» ١٤/ ٤٧٩ تعليقاً على حديث أبي ثعلبة: “وهذا يفسره حديث أبي سعيد في «مسلم» [(٤٩) (۷۸)] :(من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)، فإذا قوي أهل الفجور حتى لا يبقى لهم إصغاء إلى البر، بل يؤذون الناهي لغلبة الشح والهوى والعجب سقط التغيير باللسان في هذه الحال وبقي بالقلب”.
وفي الجانب الآخر… ألفيتُ المنهج الموسوي متمثلًا فيما حكاه القرآن الكريم عن موسى وأخيه هارون عليهما الصلاة والسلام، عندما نفضا أيديهما من فرعون وملئه، واستيأسوا من إيمانهم وإذعانهم للحق لمّا جاءهم:
﴿وَقالَ موسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيتَ فِرعَونَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَموالًا فِي الحَياةِ الدُّنيا رَبَّنا لِيُضِلّوا عَن سَبيلِكَ رَبَّنَا اطمِس عَلى أَموالِهِم وَاشدُد عَلى قُلوبِهِم فَلا يُؤمِنوا حَتّى يَرَوُا العَذابَ الأَليمَ قالَ قَد أُجيبَت دَعوَتُكُما فَاستَقيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبيلَ الَّذينَ لا يَعلَمونَ﴾ [يونس: ٨٨-٨٩].
جاء في في تفسير ابن كثير:”هذا إخبار من الله تعالى عما دعا به موسى -عليه السلام- على فرعون وملئه لما أبَوْا قبول الحق، واستمروا على ضلالهم وكفرهم، معاندين جاحدين ظلمًا وعلوًا، وتكبرًا وعتوًا، قال موسى: ﴿رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً﴾ أي: من أثاث الدنيا ومتاعها، ﴿وَأَمْوَالًا﴾ أي: جزيلة كثيرة، ﴿فِي﴾ هذه ﴿الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ﴾ بفتح الياء، أي: أعطيتَهم ذلك، وأنت تعلم أنهم لا يؤمنون بما أرسلتني به إليهم؛ استدراجًا منك لهم كما قال تعالى: ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ﴾ [طه: ١٣١].
وقرأ آخرون: ﴿لِيُضِلُّوا﴾ بضم الياء، أي: ليفتَتِن بما أعطيتَهم مَن شئت مِن خلقك؛ ليظن مَن أغويتَه أنك إنما أعطيتَهم هذا لحبك إياهم، واعتنائك بهم. ﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ﴾ قال ابن عباس ومجاهد: أي: أهلكْها؛ “…إلى أن يقول:”وهذه الدعوة كانت من موسى -عليه السلام- غضبًا لله ولدينه على فرعون وملئه، الذين تبين له أنهم لا خير فيهم، ولا يجيء منهم شيء كما دعا نوح -عليه السلام- فقال: ﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (٢٦) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (٢٧)﴾ [نوح]، ولهذا استجاب الله تعالى لموسى -عليه السلام- فيهم هذه الدعوة التي أمّن عليها أخوه هارون، فقال تعالى: ﴿قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا﴾”.
نعم، هذا منهج العاقل المؤمن المنيب إلى ربه في مثل هذه الأحوال، عليه اللجوء إلى ربه مدبِّر الأمر في السماوات والأرض، بعد أن يرى أنّ الدنيا كلها من مال وجاه وسلطة وبهارج ومباهج في أيدي من يحاربون الله وشرعه، أو في أيدي التافهين والساقطين من الناس.
نعم. عندما يرى مَن كفروا ربهم ليس في أيديهم الدنيا وحسب! بل يستخدمون ما آتاهم الله من إمكانات هائلة في حرب أولياء الله ورسوله، لا، بل لا يألون جهداً في إيذائهم وعذابهم وظلمهم بشتى أنواع الظلم والأذى، من قتل واحتلال واغتصاب وسجن وسحل، وتعذيب وتنكيل، وحرمان من الأعمال والأشغال والأرزاق والاستئثار بها لجلاوزتهم وأدواتهم، إلى ما يطول وصفه وذكره، مما لا يخفى على العاقل أمره!
ماذا يسع العاقل إن بقيت فيه بقية من عقل أن يفعل في هذه الحال، وليس في يديه حيلة ولا ناصر ينصره في مقارعة الباطل وأهله؟
ما عساه أن يفعل وما هو بفاعل؟
ليس أمامه سوى دعاء الله تعالى، فهو مَن صيّر الأمور إليهم، ووضعها في أيديهم.
عليه أن يستفرغ جام غضبه في الدعاء عليهم كما دعا موسى ﷺ ربه، وأمّن على دعائه أخوه هارون ﷺ، وهي إشارة إلى كيفية سلوك المؤمنين حال دعاء المؤمن على هؤلاء القوم المجرمين، أن يكون بالتأمين. والمتابعة والتسليم.
ولكننا نرى اليوم عكس هذا المنهج القرآني، فيمن غلبت عليهم شِقْوتُهم، وحقت عليهم خيبتُهم، فيدعون للفراعين وملئهم! وإن تعجبْ فلا أعجبُ من أقوال مَن اصطبغوا بـعقلية الكهنوت وأفعالهم. فهذا منهجهم في كل زمان ومكان. وهم أشد ما يلقى العاقل منهم في زمن الفتن.
وأخيرًا …
دعني أهمسْ في أذنك ناصحًا:
لا تنتظر قصاصاً من ظالم أو نهايةً له!
قد يطول الأمر…! فلا يكون إلا يومَ الحشر! ﴿وَلا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ﴾ [إبراهيم: ٤٢].
أو ربما يقع بعد قرون…وقرون! فالزمن عند الله في السماء ليس كزمننا الذي نعد في الأرض:﴿وَيَستَعجِلونَكَ بِالعَذابِ وَلَن يُخلِفَ اللَّهُ وَعدَهُ وَإِنَّ يَومًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلفِ سَنَةٍ مِمّا تَعُدّونَ﴾ [الحج: ٤٧].
فَارْبَعْ على نفسك، وهدئ من روعك، فإنْ كَتب اللهُ لك رؤيةَ مصارع الظالمين، وانتصافِ الله منهم وقصاصِه، فأنت محظوظ، وإلا فاترك الأمر لخالقه ومدبره، وما عليك إلا اتباع منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كما في الكتاب والسنة: منهج الرسول محمد ﷺ في لزوم خاصة نفسك، ومنهج الرسول موسى ﷺ في الدعاء على الظالمين بهلاك أنفسهم وأموالهم، ثم لاحظ كيف أن كلا المنهجين يلتقيان في نقطة واحدة، ويجمعهما جامع واحد!
ألا هو الاستقامة على أمر الله، ومجانبة سبيل الغاوين الذين لا يعلمون.
القرآن :(فاستقيما، ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون).
السنة :(اتق الله وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، عليك بخاصتك، دع عنك أمر العامة).
فلا سبيل لأن يعيش المؤمن إلا باتباع هذين المنهجين النبويّين، ولا يمكن للعاقل النبيه أن يستمر في مكابدة هذه الحياة ومصارعتها إلا بسلوكهما، ولا حياة له في سلام داخلي، ولا براحة نفسية نسبية إلا إذا تفيأ ظلالهما في حمأة هذه الفتن التي ظهر منها ما بطن!
وحسبنا الله ونعم الوكيل.