التصنيفات
خواطر مقالات

مقارنة بين سحرة فرعون وسحرة اليوم!

المطلع على كثير مما يسمى اليوم بالهيئات والمجامع والجامعات ونحوها يلاحظ أن كثيراً منها تدار بعقلية مافياوية عنصرية وكأنها مستنقعات تلغ فيها مجاميع من الطفيليات يجمع بينها تكوين عقلي مشترك

عمومًاليس هذا موضوعنا!

موضوعنا هو ما خطر ببالي من مقارنة سريعة بين سحرة فرعون وهم من هم في السحر وهو من هو في الطغيان والجبروت حتى قال: (أنا ربكم الأعلى)! وقال :(ما أريكم إلا ما أرى)! وبين تلكم المجاميع الطفيلية التي يجمعها فكر ما أو عصبية ما أو ثقافة من نفايات الثقافات التي فصّلها الفكر الاستعماري الحديث ممثلاً بالسايكس بيكوية.

والكفة بعد المقارنة ستكون لصالح سحرة فرعون حتمًا! ذلك لأنهم استسلموا للحق بعدما رأوه بأعينهم وعرفوه ؛ لأنهم أهل صنعة السحر ويميزون بينه وبين ما ليس بسحر!

والسبب جد يسير! ففي الجانب الآخرفإن غالب القائمين على تلك المؤسسات التي أسست في غالبها لغاية طيبة! قد حوت من أشرت إليهم من ذوي النفوس الخبيثة!

سحرة فرعون استسلموا وأسلموا عندما رأوا آية موسى وخروا لله سجداً تائبين عن كفرهم وسحرهم وضلالهم! ودفعوا ثمناً لذلك حياتهم وما تخلله من عذاب كما ورد ذكر ذلك في القرآن على لسان فرعون: ﴿فَأُلقِيَ السَّحَرَةُ ساجِدينَ ۝ قالوا آمَنّا بِرَبِّ العالَمينَ ۝ رَبِّ موسى وَهارونَ ۝ قالَ آمَنتُم لَهُ قَبلَ أَن آذَنَ لَكُم إِنَّهُ لَكَبيرُكُمُ الَّذي عَلَّمَكُمُ السِّحرَ فَلَسَوفَ تَعلَمونَ لَأُقَطِّعَنَّ أَيدِيَكُم وَأَرجُلَكُم مِن خِلافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُم أَجمَعينَ ۝ قالوا لا ضَيرَ إِنّا إِلى رَبِّنا مُنقَلِبونَ ۝ إِنّا نَطمَعُ أَن يَغفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَن كُنّا أَوَّلَ المُؤمِنينَ﴾ [الشعراء: ٤٦٥١].

أما سحرة تلك المؤسسات والمجامع والجامعات والهيئات فما أن يروا الحق وأهله! والعلم وأصله! حتى تصيبهم دائرة من الفزع والجزع فيأتمرون فوراً على منع العلماء الحقيقيين من أخذ مواقعهم في تلك المؤسسات لتحقيق الغايات التي أسست من أجلها! أملاً في نفع المجتمعات وتحسين أوضاع الناس.

وذلك لأنهم يعلمون أن وجود الضد يظهر ما عليه ضده! فينظرون للأصيل على أنه تهديد للدخيل! يهدد بشكل مباشر مصالحهم ومنافعهم الدنيوية الضيقة، وكأن تلك المؤسسات مال توارثوه عن آبائهم!

ويزداد الأمر سوءاً عندما تجد هؤلاء يتلبسون بالدين! وهي اختراع عصري جديد اتخذه من لا خلاق له ليخفي وراءه شيطان بصورة إنسان!

نعمهذا ما يحصل ويا للأسف!!

لم ألحظه بل عايشته بنفسي في غير مناسبة وغير مؤسسة!

في المحصلة النهائية لاحظوا أن سحرة فرعون كانوا أقوم قيلا! وأحسن عاقبة!

كيف يمكن أن تتقدم المجتمعات في ظل هيئات وجامعات تقودها رؤوس تحمل عقليات من نفايات الماضي المأزوم؟!

كيف يمكن لتلك المؤسسات أن تؤتي أكلها وهي تئن تحت وطأة نفوس مريضة بحب الدنيا! واتباع الهوى ، والأنانية، وعبادة الدينار والدرهم، والمصالح الشخصية الضيقة وتقديمها على مصالح الأمة؟!

لا يمكن أبداًطالما تتسلط تلكم المافيات على المؤسسات ولا سيما العلمية منها! لأن العلم والتعليم محور حياة الناس وتطورهم وتقدمهم أو تخلفهم!

كيف وصل هؤلاء إليها وكيف تجمعوا وباتوا ينخرون فيها عبثاً وخراباً ؟!

مثلهم كمثل الأرضة التي تأرض ما في طريقها دون أن ينتبه إليها أحد حتى يخر البنيان وتنهار الأوطان!

ولا حول ولا قوة إلا بالله !

6 تعليقات على “مقارنة بين سحرة فرعون وسحرة اليوم!”

مقارنة لطيفة و استعارة موفقة، دكتور. بارك الله فيك وفي علمك، ونفعك ونفع بك، بإذنه تعالى.

التدافع سنة الحياة؛ وتقبل أو عدم تقبل الحق، ونصرته أو عدمها، مساحة ابتلاء لبني آدم المزودين بنفوس لها قابلية التقوى وقابلية الفجور، والخيار للإنسان ونتيجة الخيار له أو عليه. ومع ذلك، فالله عز وجل لم يترك الإنسان فريسة لنفسه وهواه، بل زوده بمعالم الطريق المستقيم كمساعدة إضافية له. والمسلم مطالب ببذل العمل والأسباب وبذل النصح. والله يحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون.

التعليقات مغلقة.